http://dmo3alkohl.blogspot.com

السبت

ونــس الـقـبـور


خطرت ببالى فى الساعة 11 مساءا

لأ هو تحديدا من حوالى شهرين كده ، لما كان واحد من جيرانا حصلت عنده حالة وفاه فعشان هو ماعندوش مدفن للعائلة بتعته هنا ، فكان اقرب مكان يدفن فيه والدته هو مدفن خاص بأولاد عمت ولاد خالة ابوه اللي هما اصلا بـينه وبينهم مشاكل برده ، ففكر جارنا فى طريق عودته من دفن والدته انه لازم من بكرة يحاول يدور على "تربة" خاصة بأسرته بدل البهدله وقله القيمة دى، فسئل وعرف ان اسرتنا الكريمة استلمت مدفن فى المكان الجديد اللي عاملته المحافظة خارج المدينة ، فاقـترح جارنا على والدى انه يروح فى مرة ياخد فكرة وانطباع عن شكل ومكان المدافن هناك عشان مستقبلا يحجز هو كمان ، فوافق والدى واصر انه ياخدنى معاه اروح اعرف مكان المدفن بتاع اسرتنا الجديد متحججا انه لما تنصرف مشيئة الله تعالى إلى وإلى مين هيقوم بالواجب غيركم ، ولسان حالى يقول ربنا يديك طول العمر يا والدى

وفعلا اخدنا جارنا فى عربـيـته انا ووالدى الصبح بدرى وقطعنا حوالى بتاع 25 كيلو بره المدينة ، ووسط الصحرا والهدوء التام وصلنا هناك وبما ان المكان بعيد فعدد البشر اللى بـيزوروا المكان معدوم تماما فحسـيت تقريـبا اننا لوحدنا هنا ، وذى ما بـيقولوا الناس ان الارض امتحان لنفس الانسان والمفروض ان كل واحد فينا ينجح فى الامتحان ، وقـتها تخيلت انى فى كنترول الثانوية العامة مع الفرق فى التشبـيه طبعا ، وانى طول ما انا ماشى اقرا يافطة مكتوب عليها ورقة امتحان عائلة فلان قصدى مدفن عائلة فلانى الفلانى ، مدفن عائلة علان لحد ما لقيت والدى بـيشاور على باب وقال هو ده ، بصيت ولأول مرة اقرا جزء من اسمى واللي كنت زمان بكتبه على ورقة الاجابة مدون على مدفن من المدافن ، فكان القرار منى انى لازم اعيش التجربة بنفسى وكأنى داخل شقـتى التانية لما ربنا يشاء بس الفرق انى النهاردة داخلها على رجلى ، فأخدت المفتاح من ايد والدى وانا بحاول افـتح بصعوبه الكالون المصدى بتاع الباب ، وبمساعدة جارنا قدرت ارفع الكـتل الاسمنـتية عن سلالم المدفن وانا بدور فى المفاتيـح لاقيت مفتاح مكتوب عليه العين اليمنى فعرفت انه يخص العين اللي على يميـنى دى فقالى والدى افتحها ، ففـتحت الكالون المصدى برده كالعادة وحركت ترباس الباب الحديدى بتاع عين المدفن وانا عارف مسبقا انى مافيش حد مدفون بالطبع بحكم ان لسة المدفن جديد ، وبصيت على المكان الواسع من جوا فى الوقت اللي والدى بـيـشرح لجارنا سر دهان حيطان العين من تحت باللون الابيض معللا انه بـيعكس ضوء الشمس داخل المكان وينور للناس اللي جايه تقوم بعملية الدفن ، فكان اول رغبة خطرت ببالى بعد ما خلعت جزمتى هى انى المس كل جزء فى المكان المس الحيطان اتحسس الرمل والتراب اللي فى الارض واقول فى بالى يمكن الواحد مايعرفش هو هيموت فين بس هو ده يمكن يكون مكانى

ومش كل اللى بفكر فيه هو مين أول واحد هيكون ده مكانه فيـنا قد ما بسئل على سبـيل الاستفهام والرغبة فى المعرفة هو منظر المكان هيكون شكله ايه لما يـتقـفل الباب الحديد ده ، مافـتش ثوانى وعطانى والدى الاجابة لما ورب باب العين علينا للحظات ، وعلى غير المعهود ماحستشى الا بأنفاس رحلة العودة إلى الله ، والجملة الوحيدة اللي ترددت على بالى بعد ذكر الله هى تلك الجملة اللي بـتـتردد فى كتير من الروايات وهبت على روحه رائحة ازهار الجنة

وحان وقت المرواح بعد ما ابدى جارنا اعجابه بالتصميم البسيط للمكان ، وكان الحديث عن النسبة والتناسب بـين سعر العقارات وسعر المدافن هو المسيطر على الجو داخل العربية على سبيل الستر فى الدنيا والاخرة يعنى ، وما ان سمعت اصوات الكلاكسات وضجـيـج البشرية من حوالينا لحظتها ادركت ان ربنا ذى ما يكون اشاء ان هو يرجعنا الدنيا مرة تانية ، وازداد يقينى ان دى اكيد عبرة بس لمن يـعـتـبر بـقه

1 Comments:

إرسال تعليق

<< Home





 

 Contact us  
Copyright © 2004-2009 waleed, All rights reserved to