http://dmo3alkohl.blogspot.com

الثلاثاء

سـاعـات بـلا حـريـة

خطرت ببالى الساعة 2:10 صباحا
لما قررت استسلم للنعس واحط راسى على مخدتى واخد النوم فى حضنى ، ينشك واحد صحبنا فى ايده عشان تسول له نفسه ويستدعى رقم تليفونى من ذاكرته ويصحينى على جرس صارخ :
تررررررررررررررررررررررررررررررررن
انا : (بصوت نائم) ألـو
مؤمن : ايوة يا ابنى ، انت لحئت نمت
انا : ايوة ، انا بتكلم دلوقتى وانا نايم
مؤمن : نايم !! مصيبة لاماتكونش عارف مين اللي بيكلمك
انا : لأ ، بس المهم انى دلوقتى نايم
مؤمن : يا ابنى اصحى ، بقولك ايه
أنا : (متألما) أيــ؟؟ـــــه ؟
مؤمن : محمد كان امبارح فى القسم وعايزين نروحله


وبعد سماعى للكلمتين دول ، بدأت استوعب الدنيا لما بدأ مؤمن يحكيلى ازاى وامتى ده حصل ، بالمناسبة محمد صديقنا الانتيم رقم خمسة فى شلتنا ، وربنا كرمه من كام شهر وفتح سايبر تحت بيتهم ، ولما قعدت مع محمد بدأ يشرحلى كل التفاصيل


بيقول محمد انه فى يوم ظهور نتيجة الثانوية العامة على الانترنت ، وطبعا اليوم ده كان بيرتبله من قبلها بفترة ، طبت عليه حمله من بتوع المصنفات الساعة عشرة مساءا ، المهم دخل الظابط ومعاه كام مخبر وطلبوا من محمد يفك هارد الجهاز للفحص والتأكد من رقم السريال نمبر بتاع نسخة التشغيل ، اتصدم محمد بالموقف ده ولسان حاله بيقول وهو ده وقته بس ، بدأ يدور على مفك يفك بيه الهارد مش لاقى ، فـقال واحد من المخبرين خلاص ناخد الجهاز كله يا باشا ونبقى نفكه هناك على راحتنا ، فجأة صرخ محمد بصوت عالى لأه 0000 لقيت المفك ، اخدوا الهارد وحطوا فى كيس وكتبه عليه الاسم ، استطرد الكلام وسط الحضور ووسط الحديث سمع الكلمتين دول

الظابط : (متجها يفتح باب السيبر الزجاجى) هاته يا حسين وحصلنى
المخبر1 : (بأسلوب هادئ) اتفضل بئه معانا يا استاذ محمد
محمد : يمرر اصابعه بين خصلات شعرة اللامع (مندهشا) اتفضل فين ؟؟
المخبر2 : مافيش حاجة هتكمل باقى اجراءات المحضر وهترجع على طول

وطبعا حاول محمد بأسلوبة الدبلوماسى المعروف ، حضرتك وسياتك ويا فندم ، انه يستأذنهم يقضى اليوم ده ويبقى الصبح يروحلهم على طول ، لكن مافيش فايده

محمد : طيب اطلع بس اغير التشرت والشبشب دة وانزل بسرعة
المخبر1 :(مبتسما) مش محتاجه دى ساعة زمن وراجع

استسلم للامر الواقع ولسه بيركب العربية البوكس - اللي عمره بالمناسبة ما ركبها قبل كده - ويلاقى جميع الاخوة الجيران بتوع السيبرات اللي جنبه واللي مالحـئـوش للأسف يقفلوا قبل الحملة ما تيجى ، كلهم مشرفين فى العربية اللي اتجهت بيهم لقسم الشرطة ، وقتها اتأكد محمد ان الموضوع فى نيابة ومفيش نيابة اخر الليل - ايــــــووة بالظبط كدة - الموضوع فى بيات

والد محمد حاول يعمل اتصالاته عشان حتى على الأقل يضمن ان ابنه مايـباتـش فى حجز ولا شئ من دة ، وفعلا اتحط محمد هو وتلاتة من اللي كانوا معاه فى اوضة مفروشة بالموكيت وفيها انترية جلد يعنى شيك إلى حد بعيد ، بيوصف محمد انها كانت ليلة لها طعم مختلف عن اي يوم ، كان الضحك والسهارى والحكاوى مهوننها علينا لولا دخان السجاير اللي خانئنى كان معبأ المكان كله ، ولأنه ماكنش فى مايه سائعة هناك ، فعشان كدة كنت أول مرة أحس بطعم الميه المعدنية أم فلوس ، على اى حال خطفت بتاع ساعتين نوم كدة وانا قاعد على الكرسى

لحد ما بئت الساعة تسعة صباحا جه موعد الترحيل للنيابة ، وطبعا لأن النيابة مكانها فى مجمع المحاكم - يعنى مسافة - فلابد من العربية الزرقة ، اتصدم محمد لما عرف ان الموضوع فى كلبشات واساور ، واتصدم اكتر لما عرف ان زميله اللي متكلبش معاه شكله محترف اجرام ، ركب محمد عربية الترحيلة واللى كان دايما فاكرها من جوه واسعههههههههههه ، لكن اكتشف بعدين انها ضيئة جدا ، والريحه من جوه لا تطاق ، وقتها افتكر محمد انه مافطرش النهاردة ، وبشكل لا ارادى بدأت ايده تتحسس خده فحس ان دقنه طويلة جدا ، نظرا لأنه كان مشغول اليومين اللي فاتوا فى تظبيط الاجهزة وان شعره مااخدش العناية الصحية من الكريمات اللي كان بيحتها ذى كل يوم ، وان هدومه يا عينى مش مكوية ، وجزمته يا قلبى مش ملمعة - جزمة مين يا عم ده لابس شبشب - كمان يا وجعي

وصلت عربية الترحيلة إلى المجمع ، وبطبيعة الحال افتكر محمد المنظر اللى دايما كان بيشوفه وهو راكب الميكروباص كل يوم ، اهل المحتجزين بيقفوا على باب المجمع فى انتظار نظرة اطمئنان على وشوش اللي يعرفوهم وهما نازلين من العربية وفى طرقهم لداخل النيابة ، يا نهار مش فايت انزل اذاى والهباب اللي فى ايدى ده ، وبعدين كل دى عالم واقفة برة ، ياربى ولو ماكنش متوصى علي كان اتعمل فى ايه اكتر من كدة ؟ وقتها بدأ محمد يفكر هيعمل ايه فى المشوار دة ، وفجأة عقله ابتدى ينور- يعنى طلعله لمبة فى دماغه ذى افلام الكارتون- قال انا لابس تشيرت بكم ، طيب انا لو نزلته شوية على ايدى الكلبشات مش هتبان - فكرة - بس للاسف وش الاجرام اللي انا متكلبش فيه متنيل على عينه ولابس بنص كم ، يعنى مافيش فايدة ، قرر محمد انه يئضيها ، وفعلا نزلت المجموعة من العربية وبدأوا يتحركوا داخل المجمع وانتهى المطاف امام سرايا النيابة

وذى ما وصفلى ان كل اتنين متكلبشين فى بعض ، فكان العسكرى يفك الواحد منهم عشان يدخل يتحقق معاه ، اما زميله التانى فيتم ربط كلبشاته فى تربزين السلم استعدادا لدخوله ، وكان الدور على محمد ، اللي بيقول ان ماضيئش من حاجة قد ما مل من صوت الاساور وهى عماله تحك فى التربزين ، غير ان من المعروف ان الفيوم ضيقة حبتين ، فبيقول محمد انه سلم على تلات تربع اللي يعرفهم وهو واقف الوقفه دى ، اللي طالع واللي نازل يسأله خير يا ابنى فى حاجة ، فيرد محمد وعلى وجهة ابتسامة عريضة ابدا مصنفات

ودخل محمد الاوضة ، وبطريقته المعتادة قال - سلامو عليكو - وسلم على كل الحضور ، فحقق معاه احد وكلاء النيابة ، واللي بيوصفه محمد انه طلع شخصية محترمة جدا وفى شدة التواضع ، وعرف وكيل النيابة ان محمد راجل مؤهل جامعى ولحظتها طلع محمد من تحت التشيرت بتاعه اسطوانة الويندوذ الاصلية واللي اتبلت اكيد بالعرق وعليها رقم السريال بتاعها ، وبعد دردشة سريعة امر وكيل النيابة محمد انه يمضى ويروح على طول ، بشرط انه يعدى عليه فى نفس المكتب دة وقت ما يفضى اخر النهار عشان يظبطله الجهاز دة ، واشار وكيل النيابة بصباعه إلى جهاز كمبيوتر فى احد اركان الأوضة

وفى- طرقعة صوباعين - جرى محمد على البيت واخد دوش سريع وناااااااااام ، ولما بئت الساعة خمسة العصر لبس لبسة المعتاد بعد ما حلق دقنه ولمع شبشبه قصدى جزمته ووصل عند مجمع المحاكم ، وعلى الباب تحت
محمد : (يهز رأسه) سلامو عليكو
حارس الامن1 : وعليكم السلام ، ايوة يا باشا
محمد : (يرفع النضارة الشمس اعلى عينيه) اشرف بيه فوق ؟
حارس الامن 2 :ايوة يا باشا فوق ، الدور التالت أول اوضة على الشمال

ويطلع محمد على السلم يتلمس نفس الترابزين بتاع الصبح بإيده اليمين والمفاتيح والموبيل فى ايده الشمال ، وامام سرايا النيابة قاعد نفس العسكرى اللي فك الكلبش من ايده من كام ساعة فاتوا :
محمد : (متجاهلا النظر لوجهه) أشرف بيه جوه ولا نزل ؟
العسكرى : لأ جوه يا باشا ، نقوله مين سياتك ؟
محمد : (مشيرا بأصبعه نحو باب الغرفة) قوله استاذ محمد بس وهو هيعرف
العسكرى : (قبل ما ينهى كلامه) ايوة يا باشا ، هو فى انتظارك

بيوصف محمد ان الدردشة كانت واخده مجراها بينه وبين وكيل النيابة ، اللي اكد له ان اللي حصل الصبح دة مجرد روتين ، وانه عملية التحفظ على الهارد ديسك للفحص مش اكتر ، وبعد ما شرب محمد قهوته الزيادة ، بدأ يظبط جهاز الكمبيوتر اللي جاى عشانه ، وبعد محاولات استمرت اكتر من ساعتين بيحاول فيها يشيل اكتر من ألفين فيرس من عليه ، سمع فيها محمد اكتر من تحقيق اللي سرق واللي ضرب واللي عامل بلاغ مش عارف فى مين ، واخيرا - وبعد الخوف من الاحراج - قدر يحمل نسخة ويندوز - نضيفة - من الاسطوانة الاورجينال بتاعته

فى نهاية الامر احب اوضح نقطة واعتذر عن نقطتين ، التوضيح يخص ان التفكير اللي يمكن دار فى بال كل من قرأ الكام سطر اللي فاتوا ولسان حاله بيقول واحنا مالنا ومال ده كله ، ده اللي حصل دة مايجيش واحد على عشرة من اللي شافوا غيره فى أقسام الشرطة ، فكان من الضرورى أوضح وأقول انى ماكنتش أقصد اتكلم عن حالات الاحتجاز ولا حالات التحقيق قدر ما انا عايز أوصف حالة فردية يمكن تكون عابرة ولكن يمكن يكون لها معنى كونها أول مرة تعرف يعنى أيه قسم ؟ أو عربة ترحيله ؟ أو يعنى أيه نيابة ، حالة يمكن تكون فقدت معنى الحرية ولو لساعات قليلة ، حالة اقل ما يوصف عنها انها اتكسفت ولو تطلب حتى منديل ورق فى عربة الترحيلات لانها مستغربة المكان ، يمكن لو حكيت عن شخص متعود دايما التعامل مع الأمور دى ماكنش هيبقى لو طعم بالمقارنة بشخص حديث العهد بالتعامل مع جهاز الأمن

اما الاعتذار فهو عن الاطالة الممله ، ولكن يمكن يكون لى العذر لان كل موقف فى اعتقادى كان له معنى ، واخيرا كل الاسف على تكرار كلمة محمد ، محمد ، محمد ؟؟ بس هنعمل أيه هو نجم الحالة بتاعت النهاردة ، على اى حال اهي تجربة ومكتوبالك يا عم

الجمعة

صـورة كـان لـهـا ذكـرى

خطرت ببالى فى الساعة 3:33 عصرا
امبارح كان - المفروض - عندنا مناسبة سعيدة حبتين ، تحديدا زفاف بنت خالتى ،ويمكن الكل كان سعيد عشان ده فرح أول بنوتة من عيلة أمى ، المهم الكل بدأ يجهز نفسه لاستقبال اليوم ده ، ورحنا كلنا مكان الفرح ، واللي كان فى احدى قاعات القوات المسلحة - يعنى مكان شيك - وبدأت الزفة والطبل وبعدها اختفى العروسين استعدادا لعمل شو ظريف قبل دخولهم القاعة ، الاضاءة خفت فى المكان كله واضاءت لمبات صغنونة جدا مكونة فروع شجر رقيقة على الحضور ، وبشكل ناعم نزلت موسيقى اللي دايما يعرضوها مع الافلام التسجيلية مصحوبة بمجموعة صور تذكارية خاصة بالعروسة من طفولتها مرورا بالجامعة لحد ما وصلت لليوم دة ، وقتها راح تفكيرى لصورة معروضة قديمة جمعت بينى وبين ولاد خالتى واللي طبعا منهم عروسة الليلة ، الصورة كانت طبيعية جدا ، مافيهاش غير ضحكة أطفال مرسومة على الوشوش ، ضحكة من القلب ، ابتسامة اطفال بدون مصلحة ، الغريب بأه ان فى حاجة فى الشو ده مش مقصوده لكن كان من وجهة نظرى لها معنى كبيروهى ان نظام الجلوس فى القاعة بطبيعة الحال كان على شكل ترابيزات مدوره وحوليها كراسى ، تشاء الظروف ان شاشة العرض تكون على مسافة منى لكن فى ظهرى ، فكان على الناس اللي فى نفس وضعى انهم يلفوا كراسيهم عشان يعرفوا يتفرجوا ، وبطبيعة الحال كان المفروض انا كمان ادور الكرسى بتاعى لكن كسلت الحقيقة وفضلت انى ألف بجسمى كله وكأن القدر بيقول ان الذكريات فعلا مكانها الطبيعى فى الخلف وعشان نفتكرها علينا نبص ورانا - حساس انا حبتين





ومن كام يوم على شاشة الـام بى سى كانوا مستضفين فى أحد البرامج السيد/ على القيصى، هذا الشخص هو صاحب احدى الصور الشهيرة للتعذيب فى سجن ابو غريب على يد القوات الامريكية وتحديدا الصورة المعروضة فوق دى ، وصف على القيصى ايامه داخل ابو غريب انهم فقدوا تحددهم للوقت لدرجة انهم مابيعرفوش الليل من النهار ، وانه قضى اكثر من اربعة ايام بدون اى أكل او شرب ، وظل عارى الجسد بدون ملابس لمدة 15 يوم ، وانه تم التقاط اكتر من صورة له على هذا الوضع ، ويضيف انه مع كل هذه الاهانات إلا انه كان افضل حالا من غيره ، لان الزنزانه المجاورة له والكلام لعلى القيصي كان معتقل فيها امام مسجد ببغداد ، حيث قام الضباط الامريكان بتجريده من ملابسه 3 شهور متواصله وسحله من لحيته وألبسوا ملابس حريمى داخلية واجباره على الرقص بهذا الحال على انغام غربية وتم التقاط اكثر من صورة له على هذا الوضع .

انا اعرف ان الصورة الفوتوغرافية تسجيل لحدث فى لحظة من الزمن ، وان زمان كانوا يقولوا اضحك الصورة تطلع حلوة ، مش عارف ليه فى شرقنا الأوسط اللذيذ كل ما تبكى وتتألم تبقى الصورة أصدق وأجمل ؟
وعارف كمان ان الصورة اللي فوق دى مش صورة على القيصى لوحده ، وانها صورتى أنا وانت وكل عربى بيجرى فى عروقه نقطة دم ، يمكن بعد كام سنة من دلوئتى لو كان لينا عمر ، احفادى لما يشوفوا صورى وانا صغير يمكن يتأملوها شوية ، ويمكن يبتسموا حبتين ، لكن يمكن جيل بحاله جاى لما يشوف صور سجلها التاريخ للأحداث العربية بالشكل ده ، يا ترى هيقول أيه؟

على اى حال ، كلها كلمات خطرت ببالى وانا بلف بجسمى اكمنى كنت مكسل أدور الكرسي عشان اتفرج على الصور التذكارية للعروسة على شاشة العرض داخل قاعة الفرح ، وللاضافة العريس والعروسة خرجوا من نفس المكان اللي اتعرض فيه الصور محطمين شاشة العرض الورقية بمصاحبة الموسيقى وكثير من دخان الحفلات - حركات يعنى - بس كانت ليلة جميلة وعقبال عندكم





 

 Contact us  
Copyright © 2004-2009 waleed, All rights reserved to